معجزة صغيرة

معجزة صغيرة


خرجت كل النساء من جسدي و لم يتبقّ إلا ذكر واحد يضرب رأسه بهيكلي العظمي و يصرخ :
- ماذا أفعل بك أيها الجسد و . . . ماذا تفعل بي؟
* * *
بعد اثنين و عشرين عامًا من اختفائه المفاجئ خرج من فمي عجوزُ له لحية فلكيّ ملوّحًا بتلسكوبه صائحًا :
- الأرض خليةُ في رأس هذا الرجل ، و المجرات أنسجته الدموية !
قالها و هو يفرد خرائط المتشابكة و يرتّب معادلاته العجيبة كأنما يشرح لآخرين يشبهونه ويشير في نشوة قاتلٍ لتوه :
- الآن وجدت العالم ؛ وجدت العالم . . .
* * *
اه الفضيحة !
كعالَمٍ كبيرٍ مثلي أين تختفي من قاطنيك ؟ و هل تكفي معجزةُ صغيرةُ ؟
لا بأس بالحفريات و المومياوات التي تقطني يأرسل لهم ســـفيـــنـة ضــخـمــة ثم اهدد بطوفانٍ عظيمٍ يجتاحني؛
ربما يهرعون إلى جبلٍ جليدٍّ و يطمرون و لو بشكلٍ مؤقّتٍ .
* * *
لهو شئُ رائعُ أن تسمّي حاجياتك ( يدُ ، رأسُ ، شهوةُ ، ذراعُ ، ألمُ ) و تجمعه في حقيبةٍ شديدة الالتصاق بجسدك ثم تتخلّى عن إحداها عند كل هزيمةٍ ؛
هنالك و عند الهزيمة الكبرى تصبح أخف و تحلٌّق . . .
* * *
:- جئت على قدر يا علي ، ماذا يشغل الأرض منك سوى جسدك ؟
- هي القصيدة أتوكّأ عليها و أهش على كائناتي بها و …
فأحلّق خفيفًا . . .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب الصفح El Libro Del Perdón

بين (عاش الهلال مع الصليب) و (الشعب يريد إسقاط الرئيس) الراية القطرية 19-05-2011