الغفران

أطيش من قلمي في مسوّدة لقصيدة و أحكم من غريق /كتاب الصفح/ قصيدة الغفران




لست إلها لأغفر بالرحمة ،
لست نبيا لأفتقد جاري إذ يغيب أذاه ،
و لست ساذجا لأغفل خطاياكم ،
ولدت مثلكم في قلبي خيط أسود ؛
غير أني دائما غسلت خطاياكم بدموعي ؛
فهل أنا إله و نبي و ساذج؟
* * *
الصفح:
أولا : عنك
و آخرًا :عنك
و بينكما أنت و أنت حشود من الآدميين لهم فكوك يقطر منها دمي لزجا و أجزاء حية مني !
* * *
الغفران
لأبيك : إذ يزفك لكائن لا أستبينه في ضباب الحفل الغياب فقط كي لا يزفك لي !
لوجه أبيك المتخثر في ذاكرتي الذي كلما جال برأسي أحسست قدمًا بحذاءٍ عسكريٍّ ثقيل تضغط قلبي
لوجهك الموميائي إذ يدخل أحلامي عنوة يستعصم بي في حلم فيفسد صفوة العتمة بخيط دخان
لعينيك إذ تستغيثان بي عبر شارعٍ مزدحم و دمعتين.
الغفران للكتابة لانحيازها إليك ضدي .
الغفران لي إذ لم أسهم كما ينبغي في قتلي.
الغفران أخيرا لنثريات المشهد :
- مائدة شاغرة بمقعديها
- بسمة نادل شامت
- مكالمات الهاتف الجارحة
- رسائل الجوال القصيرة
- النجم في سقوطه
- اشتعالي
- أنت
الغفران لك
و لي
عادة الصفح و الغثيان و تصدع الأفكار و القيء المفاجئ و النحيب و الضحك الهستيري و قصيدة تنحاز إليك و كتاب شاغر كصندوق و محاضر التسمم الدوائي باستقبال المشافي العمومية
لي ما هو أنا
. . .
ايه هل أخبرتك؟
أنت موجعة ككتابة تنقصين قدر اكتمالك و تكتملين قدر نقصانك
فيك كل شيء و لست أي شيء
أنت سنة الغيب في التخفي و التبدي
موجعة أنت ككتابة
متشبثة كالنقش رقيقة كالرمز و لست رمزا و لا حجابا
قوية كالنقش على الصوان رقيقة كالنقش على الروح
و لا تخفين و لا تبدين
و تغيبين في جل حضورك
و تبتعدين
تبتعدين برأسي تقتربين بروحي
كلما أوغلت ازددت بهاءً
مرهقة كقصيدة
أطيش من قلمي في مسوّدة لقصيدة و أحكم من غريق
كم لا أود أن أكتبك
* * *
و الآن فقدانك
أقسى من فقدان الحواس الخمس و من فقد الكتابة
أشهى من قصيدة صوفية و من فقد عزاءٍ من فقد الكتابة أيضًا
. . .
ارحلي أو لا ترحلي
فقط توقفي عن الارتعاش ( الاضطراب / الاهتزاز )على ملمس روحي كريشة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب الصفح El Libro Del Perdón

بين (عاش الهلال مع الصليب) و (الشعب يريد إسقاط الرئيس) الراية القطرية 19-05-2011