نص - منيا الصعيد في جوار الكنيسة الإنجيلية - النهار اللبنانية
عمري بين تسعة واثني عشر عاماً. كنت طفلاً أحفظ القرآن في حلقة في مسجد جمعية الفتح اﻹسلامية. المشايخ يتغيّرون كل أسابيع وأنا لا أتغيّر. أتعلم أيضاً فنون القتال وتنس الطاولة والسباحة وشيئاً من السيرة والعقيدة وعلم تزكية اﻷنفس في المسجد نفسه. أحفظ من القرآن "لكم دينكم ولي دين"، و"اقتلوهم حيث ثقفتموهم"، و"يد الله هي العليا"، وأتعلم أني سأدخل الجنة لكن كل جيراني سيدخلون النار لأنهم مسيحيون، وأني طبعاً أفضل منهم كون يدي هي العليا. يقول الشيخ إن المسلم الحق لا ينبغي أن يبدأ الذمّي بالسلام، ولا يهنئه بعيده، ولو حدث وصافحه فليجعل باطن كفّه إلى أسفل ﻷن يد الله هي العليا. وأقرأ وثيقة عمر بن الخطاب عن حريات أهل الذمة فيقول إنهم أحرار في خمرهم في بيوتهم فقط، أحرار في خنازيرهم ما داموا في بيوتهم، وإنهم لا يحاربون ويدفعون جزية. أيّ حرية تعطيني يا سيدي عندما تأخذ من حريتي مساحاتها. كنت حراً في كل ما سبق، في كل مكان من بلدي، قبل أن ترسل جيوشك. مسألة الجزية هذه، سحقها لاحقاً ردّ زميلي القبطي في الخدمة العسكرية. سألته أما كان خيراً لك أن تنعم الآن في دفء بيتكم وتدفع جزية فقا...