مأزق - مقالي عن محمد توني


الكتابة عن محمد توني عدة مآزق حقيقية بالنسبة لي فمحمد ليس فقط واحدًا من أهم الشعراء العرب المعاصرين أو الناقد المواكب لي كما كان يطيب له أن يسمّي نفسه  إنما هو مرشدي الروحي في الشعر و صديق عمر يناهز العشرين عاماً  ربطني به حب حقيقي و عميق يجرفني إلى فخ الانحياز له هذا هو المأزق الأول
 أما المأزق التالي أن الخوض في سيرته أشبه بزيارة اللوفر مثلا في وقت ضيق جدًا أنا لا أريد أن أفوت شيئًا و العمر لا يكفي للحكي عنه. لكن دعونا نبدأ من صفته الأبسط و التي هي في الحقيقة خلاصة شخصيته و تجربته الحياتية المؤلمة و عقليته الفذة دعوني أتكلم عن الشاعر محمد توني .
محمد محمد التوني الابن الأصغر للشيخ الجليل محمد التوني العالم الأزهري و الذي كانت مكتبته هي الرافد الأول في قصيدة الابن رحل الشيخ محمد التوني عن الدنيا عندما كان عمر ولده حوالي سبع سنوات ثم لحقت به زوجته بعد أربعين يومًا من الصمت بحسب رواية محمد و في هذا الوقت كان أشقاء محمد الأكبر سنا يخطون خطواتهم الأولى على طريق بناء المستقبل مما دفعهم للرحيل عن المنيا مسقط رأس الشاعرللقاهرة و مدنًا أخرى حول العالم.
كان على الطفل إذن أن يتدبر أمره بنفسه و هذا ما فعله الولد فقد كان لنشأته في الظروف تلك بالغ الأثر في تكوين شخصيته و من ثم شعره فقد كان محمد للذين يعرفونه شخصيًا الرجل الأرق و الأكثر تهذيبًا و كان شديد الحرص على ألا يغضب أحدًا لم أشهده طوال صداقتي له يتورط في أية صراعات إنسانية من التي كان يدفع إليها دفعا و كأن سكينة نفسه السامية نأت به عن ترهات الآخرين لم أشهده يغضب إلا للشعر كأن يغالط أحدهم في حقيقةٍ تاريخية تمس الشعر أوينسب بيتًا لغير صاحبه أو يخطيء في النحو في قصيدة كان زاهدًا بحق و كان نصف درويش و شاعر كامل انظر إلى همسه الرقيق حين يكلمنا عن الفقراء في قصيدته غاندي :

تلك الخميلة خلواي
و خليلتي
ليست لها أهواء
لا تعرف الخيلاء
من عمق ذي العالم
و بقدر ما آلم
          أحترم الفقراء
أما كونه ابنا لعائلةٍ عريقة لها ما لها في الإبداع الأدبي و التفوق اللغوي فقد غذى قصيدته من جوانب أخرى مثلا صورة الأب العالم الأزهري بزيه التقليدي المعروف و عصاه تطل علينا في قصيدته هرة :
و عصاة أبي هرة
ما زالت تخرج عند الفجر
تبحث عن كفيه المخشوشنتين
الدافئتين
فإن حدثها الناس
عن الموت
خرجت من أعتاب المسجد
ملقاةً في أحضان البيت


و كذا عميق ارتباطه و افتقاده لأخوته يبدو جليا في قصيدتيه أخوتي و بحر الأقارب

قمر
كتشبيه يقارب
نفسى من الدنيا يقارب
يجرى على بحر الأقارب
يفتح باب حسى ويوارب
باب فنى حيث يدخل
خافتا قمرا كتشبيه
يقارب

أما مكتبة أبيه فقد كانت كفيلة بان تمنح أشعاره جزالة اللفظ العربية الأصيلة و الدقة النحوية أذكر أن محمدًا كان يقول : أنا لا أخطيء في النحو كما أذكر أنه علمني فيما علمني علم العروض هناك على مقهى سافوي بالمنيا و اختار لذلك كبداية جملة لمحمود درويش  أذكرها جيدًا : أنا آتٍ إلى ظل عينيك  آت . و الحق أن هذا الدرس المبكر جدًا في عمري الشعري  كان له أبلغ الأثر على كتابتي لاحقًا و عن هذا و غيره أقول أن أثر محمد توني على قصيدتي أعظم كثيرًا من أثر غيره من شعراء العالم الكبار
نعود لتوني إذن 
تخرج توني في كلية الآداب جامعة عين شمس قسم اللغة العربية بعد أن تعثر لسنوات على الرغم من أني أِشهد أنه عالم لغةٍ حقيقي و قد شهدت بنفسه كيف كان يكتب لصالح المشاهير من أساتذة الجامعة و كيف كان يشرح  بمنتهى البساطة نظريات بالغة التعقيد كالبنيوية مثلاً و بالطبع هذا أيضًا كان رافدًا مهماً  في قصيدته
رغم موسوعية إطلاعه التي تشمل الفلسفات القديمة و الحديثة و الأدب العربي والعالمي و التاريخ و حتى العلوم فقد  ضبطته كثيرًا يقرأ عن النسبية و الاستنساخ و غيرها من المنتجات العلمية المركبة كما كان محمد هو الدليل الأوسع للناشئة من الشعراء فقد كان يكفي أن يسمع قصيدة   لشاعرحتى يدله في تواضع شديد ومحبة حقيقية على عناوين و أماكن الكتب الجديرة بالقراءة و كان دائمًا يطلعنا على جديد ترجماته
كانت موسوعيته هذه هي الرافد الأعظم في بنية قصيدته القصيرة و هو بالمناسبة له ما يناهز الخمسمائة قصيدة قصيرة رضي هو عن مائة منها و جميعها بصدد الإصدار قريبًا مع مطولته العبقرية الوحيدة قطة إيتاب و التي يخبرنا فيه عن قصة حبه الوحيدة لتوتا التي يحبها للأبد كما يقول : كان الذات قناعًا فشراعًا فحطامًا ثم صارت في البدد ، وتحب توتا للأبد 
حكى محمد لنا عن توتا بعد رحيلها فلن تجد لها أثرًا واضحًا في قصيدة كتبت إبان وجود توتا معه
لجميع ما كتب محمد لا أقصد الشعر فقط و لكن دراساته النقدية أيضًا طابعا فلسفيا عميقا حتى تجد عنده قصائد تحمل أسماء مثل : ألبير كامي ، ماركس و النفري و سارتر و غيرهم و بعض هذه القصائد تجدونه في ديوانه الوحيد الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة و الذي يحمل عنوان (مأزق) كانت هذه الصفة تجرف القصائد أحيانًا صوب الغموض و لكن الشاهد هنا أننا سواء قرأنا قصائده القصيرة أومطولته أو حتى سيرته ندرك اننا أمام شاعرٍ من الفئة النادرة أولئك الذين عاشوا للشعر فقط كما كان يقول امل دنقل  : الشعر عندي بديل الانتحار محمد توني من فئة أمل دنقل و بودلير ليس من كهان اللغة كان شاعرا يعيش القصيدة أو بكلمات أخرى كانت حياته قصيدة سجل لنا هو منها الشيء اليسير و يبقى ما لم يدونه في ورق  مسجلا في  قلوب و رؤوس أصدقائه و محبيه و تلاميذه.
أما الذين لم يسعدوا بمحمد الذي رحل مباغتا الجميع منذ أيام عن أربعين عامًا أما الذين لم يقبضوا على جمرة قصيدته فسوف يسعدون بديوان اعماله الكاملة الذي يصدر قريبًا كما يمكنهم مطالعة بعض من قصائده القصيرة هنا 

قصائد محمد توني
من ممدوح يوسف


1- صوفية
11- الإناء
21- لفظ
2- اخوتى
12- أدونيس
22- الخرابة
3- تجريدة قمر
13- البير كامى
23- رومانسية
4- الإمام
14- معاوية
24- حالة
5- عطفة القاسى
15- آخر النزع
25- ابن عربى
6- الرمزان
16- الحقيقة
26- ابن الفارض
7- الرحلة
17- الأرض
27- متحف الشمع
8- نزار قبانى
18- أميرة ويلز
28- سارتر
9- موسى
19- نارسيوس
29- الهجير
10- مأزق
20- زهرة
30- زكى نجيب محمود


1- صوفية


الله يا حبيبتى يحبنا،
ونحن لا نحب أن نراه
لأننا إذا نراه
يا صغيرتى
نموت فى هواه

2- إخوتى


هل يسموننى النافرا
أم النائي المستفز
وطلع البدع
أم يقولون رمز الغرابة
أ‌-    كالجناس همو
ب‌- وأنا كالكناية
جـ- عدت لم ساخرا منذ تلك القصيدة

3- تجريدة


قمر
كتشبيه يقارب
نفسى من الدنيا يقارب
يجرى على بحر الأقارب
يفتح باب حسى ويوارب
باب فنى حيث يدخل
خافتا قمرا كتشبيه
يقارب. نفسى ......... الخ

4- درج


درج فى مسار يؤدى
ولكنه لا يقود
أتفهم؟؟
هذا كلام عن الفن
تلك بديهية فى التحدى



الإمام


المجانين لا يدركون مراياه كاملة
ويحاربه المؤمنون
فيستعصمون ببعض الصواب، وبعض الخطأ
والمجانين فى كربلاء
يعرفون طريقته فى البكاء

عطفة القاسى


تربينا صغارا فى عطفة القاسى
صغارا وربانا الأنين
لكن بعد أن عادت
إلى بيت أبيها
هفت على شجر برأسى
فخرجت من نفسى لها
وتركتنى فى عطفة القاسى

الرمزان


أحببت دودة وأنا سكران
وتبنيت الصقر الواعى حين أفقت
والدودة والصقر الرمزان
يجوبان بلاد الرفعة والخسة
من ظلم الحاسة
سأموت محاطة بالهذيان
ويعيش الرمزان

نيتشة


لم يتجاوز خطاك الذى يتعبد
ولا المتمرد
ولا الفارس العدمى أحد
تفردت قرب الظهيرة جنب حلول الرؤى
وانصهار المشاعر
تفردت فى وقدة لا تبارى وفى وهج لا يناظر

الرحلة


ضرب الله فى هذه الأرض
سورا
وشق على كل ناحية ألف باب
يدخل منه الأجداد الأول للحب
إرث الجزر
وذرية الماس
طاب الرحاب
بعد ذلك ضعنا وتهنا عصورا
نسينا وحين رجعنا إلى السور ثانية
لم نجد أى باب

النعام


النعام أمين جرئ مهذب
راضع من أزل
قربا من زلال
وليس يضاهيه فى الحب إلا الغزال
وبعض بنات البشر
إنه عاشق حافظ لعهود الأجل
إنه ناسك مؤمن بيقين الزوال

نزار قبانى


أمير على شرفات الأعالى
تموج بمسرحه النمل
يسرق سكرة الحب منها
ويرنو إليها
يهيئ مسحته الشاعرية فيها
ويستل من سدرة الجنس طيعها
 ثم ينسل منها ويدنو

موسى


لا تضرب بعصاك البحر
فما ذنب ليالى القيعان الملحية
ولآلى الأصداف الملحية
والحورية
هل تضرب من أجل الله
أم الحرية؟

مأزق


عبرت بالعواصف
بعض قصارى القصائد
نحو الفناء
والإبادة صارت مواقفها العابثة
الإبادة أن اللغة
مأزق فى إناء

الإناء


ويمتلئ الإناء فتفقد
الجدران ويصعق فى زجاج الصبر
ناقوس الحياء
إذا فاض الإناء
فسوف تطفو فوق القصيدة
مائة فقاعة الصبوة
ويسلك فى شعاب الحب مسلكها
وينكسر الإناء

أدونيس


ويصبح شاعرا
كيما يخون الشرق
يصبح سانح الفوضى
يسير بخندق مغلق
فيستعصى عليه النور
يخون الشرق
يصير الرافض الآتى
على أرض الحضور

القصيدة


القصيدة
رؤى فى غلاف الأمور التى تختفى
رؤى وبنى غامضات
تجول لكى تفيق
أثرا للأمور التى تختفى

ألبير كامى 


ولكننى أنا العنصر الفذ
هل أتنكر فى ذرة
لأحاور ذات الضميرين (نفسى)
أنا المستقر على الزحف
قلت القطيعة
ولكننى أنا الآن لبنة
فى بناء  التمرد
فى القفزة البشرية للمستحيل
أو إلى التوتر
وأسكن نار الطبيعة

معاوية


البحث عن معاوية
كالنحت فى الظلام
والحقن يشبه الكلام عن معاوية
لأننى سمعت خاتم النبى
معلقا بلا يدين
رأيت كل صدفة فى ساحل الخلافة
تفسر الحسين
وتشرح الحسين

آخر النزع


هاتوا الستارة
هاتوا الشبابيك
هاتوا شهود العيان
فهى لم تأت حتى تدان
فقط قد تخيلتها فى الدليل
تخيلتها فى سريرى
إلى آخر النزع
حتى انشققت إلى قاتل وقتيل

الحقيقة


فى العصر قال قارب
تقول الرياح
وقال المطر
تنتحى الشمس ركن المغارب
لا لهروب ولكن لكيما تطيل النظر
وتعيد النظر

الأرض


إن دقت أجراس الفسحة
فسأسرق من كيس مدرستى
إصبع طبشور أبيض
وسأتسلل عبر الباب
الخلفى لسور حديقتها
أحفر فيه وأكتب
(الأرض)

أميرة ويلز


حيية يا حيية
ألأن العمر المصرى حرام
سرقت روحك
أضواء غريبة وغبية
ومشت خلف خطاك الأيام
والأنسام
والأحلام

نارسيوس


على المرآة
وصفحة مائها الزرقاء
ومكسورة
كأنك لست تبصر فى جحيم الماء
سوى صورة
يعلقها عليك الله

زهرة


نبتت زهرة بالعراق
فقال الحجازى
أقطفها لفتاة اليمن
وقال المجازى
لى وردة فى عدن
لكنهم كانوا يحيون النبات عن الهواء
فهل سوف يحترم النيل
رغبتنا فى البقاء

لفظ


قد يخطئ طفل فى النحو
فتستعصى الكلمات عليه
لكن
ثمة لفظ واضح
لا تخطئه العين
ولا الروح ولا الطفل
لفظ تترائى للقلب رؤاه
الله

الخرابة


تأملت كائن ما كان كونا
فهل آن للشاهد العبثى المعذب أن يعترف
أن هذا الوجود الممض على عجل كالخرابة
حمالة للفوارغ
هل آن للشاهد الحضرى المهذب أن يعترف
أن هذا الوجود شغف

رومانسية


هنالك أشياء تحدث بالليل
إما غرام المحبين
أو لعنة الجار
يا جار
قم وانتبه
سوف يأتى حبيبى
يدق على باب بيتك
فافتح له
ثم حدثه عنى

حالة / محمد توني


وجهى يدل عليه
ألا يسترد الدمع منه إذا فقد
دمعى يدل عليه
ألا يسترد الحزن منه إذا فقد
حزنى يدل عليه
ألا يسترد الحب منه إذا فقد
حبى يدل عليه
ألا يسترد الشعر منه إذا كتب
مكتئب

ابن عربى


العصافير الصغيرة فى فقاقيع الضياء
توزع الحب النبيل على مصابيح السماء
فتفتح الأبواب يسمح بالدخول
وكان نصيب المحبين نظرة
وكان نصيبك منها
حلول

ابن الفارض


نسامح سائق الأظعان
لو ينأى
نعد هياكل الذكرى
على ملأ من الأظعان
ونعرف أن بين الساكنين
حوائل الصمت النخيلى الطويل
فتنفخ فى المجامر
يا دخان
تشكل صورة الحادى
وجمعنا على بوابة الأجداد
فى رجل حجازى خجول

متحف الشمع


ربانى أبى فى متحف الشمع
وعلقنى فى سقفه حتى أرى
فى الاختلاف فرقة الوقار
قران يضاء ما يلون
فقران أدون
فى آخر القرار

سارتر


بطل من غبار
محارة
يصرصر فى أذنيها
زعيق البحار
بطل وهو الطين
تنمو عليه بذور الحضارة
بطل من غبار
وفى آخر المسرحية
يأتى إلينا
فنرخى عليه جحيم الستار

الهجير


فى العصف فى العصارى
يا خالط العصير بالنزيف
يا شبهة الهجير
بالهجران
أريد أن أراها
فى العصف فى العصارى
أريد أن أصيف

زكى نجيب محمود


فنان يعرفنى
يغرس ريشته فى بدنى
وينبى
يصنع  من شجنى فنانا عربى

ماركس


صل شمس الطالع بالطالع
بنيات التاريخ الطالع
من أحراش الأرض
ومن طوب الحارات
بذهن الإنسان المتقد
الوهاج الطالع
صل صل صل شمس الطالع بالطالع

مريم


قفوا أيها الناس
لا تشرعوا فى الرحيل
ستهبط فوق الكنائس
عما قليل
رائعة الانتظار الخجول

البللورة


حين مسحت زجاج البللورة
أبصرت شياطين بأقصى المسرح
تأخذنى للعالم
وتسمينى آدم
يا بسم الله
إبليس تزوج حوائى
فجننت
وأطفأت فتيل الأسطورة

فاطمة


لها فى كل موكب
خاتم معلق بقلع مركبى
فى كل مسجد
سجادة تريد أن تبوسها
ولو تدوسها
فى كل قلعة خمسون ألف نجفة
تود لو تجوسها
وتنير إحساسى بها فى خاتم مغلق
بقلع قاربى
من أجله أقلعت عن أقاربى
كير كجارد
يعلق العارض الميت
بالطبع الحى
كى يتنزه فى ثلجه ونبوته
تعاريج موغلة فى الخشوع
وسطوته وصفائه
كأننا ابتنينا لأنفسنا عشها القش
كى نتأملها ميتة
وهى تعلق بالطبع الحى
كى تتنزه فى ثلجه وصفائه

فرعون


الترف
بدعة فى القطاف اعترف
ولو مالت الجرة العسكرية
سالت نجوما عليك
فلا أنت ممن يعف
فهل أنت ممن يخاف؟

أسلوبية


لا أشبه شيئا بآخر
كل له موضع فى سياق فريد
وكل له صيغة
تتألف فى صبغة
تلك منظومة بامتياز وفن
غير أن الزمن يمحى
فأشبهه بالوطن

معراج


وحين تحاول الأشياء ألفته
نحاوله
ونصعد عندما نرجو هواه
فندرك أن رؤيانا ملامحنا
وكاشفة الظنون لنا
رؤانا
وأن سلالم الخرز الجميل هنا
مجال الله

سندسة


لا حريقة فيها ولا ألمعية
لا حديقة فيها ولا مشربية
لا حقيقة فيها ولا مسرحية
نمت محبة ماتت أمامها كراهتان
 ماتت كراهية سعت فى كرامتان
عاشت كرامة لو صانها فنان
لا حريقة فيه ولا ألمعية ...الخ

حارة أخرى / عبد الله


حارة أخرى لعبد الله
كى لا يكتئب
أليست هذه سوداء
بلى يفنى
أنا أفنى إذن جاورت إنسانا
ولا أنساه
فى حارة أخرى
لعبد الله

سور النحل


الطالع من ثوب أبيه
الضارب فى سور النحل
أصابعه العشرة
الضارب جزرا فى البتة
الحى مع الموتى
قمر وأمير
والموتى كلمة
تبحث فى أحراش البعث
عن النعمة

أوديب


فتشت عن أوديب فى كل مطرح
وكل مسرح وغابر وعابر
وجدته مكوما فى زاويته
ودالقا دماغه الكبير فى التراب
وقلبه فى الهاوية
يا حب
يا أوديب
يا هل ترى
تكون لى اليكترا
 أريد أن اكتشفه فى الحب أو فى الفلسفة

طرحة أمى


أتذكر وأمر
بحمالة هندام الهانم
والمرمر
وحنين الفنان
فأرى الطبلية والكوز
وطرحة أمى
أغلى من نجف الأعيان

العدل


المجال اتسع
الشهادة لم تعد كافية
والقداسة قسطاصهم
بمعايير شتى
فقلت أبادل نفسى مع الناس
فى سلع الفن
أكسب كل الخسارة
ويبقى لى العدل والقافية

الحواريون


أسامحكم إن سلكتم
شعاب التلاميذ
أعرفكم فى بهاء النبيذ
وقطر الجريح
فهل ما يزال التلاميذ
حول المسيح؟

يا صاحب الظلم


يا صاحب الظلم أشباه حوارينا
فلا أقمارك الفرسان
تعشق نجمة هنا
وليس لعدلك المظلوم أى قضية فينا
على هذا تعذبنا وتنفينا
نحن أرباب المحبة
أى ما فيها يعلمنا ويربينا
ويشرقنا ويشدنا
ويحمينا
ويحمينا
ويحمينا

ماضى منجد


ماضى منجد كمرتبة
حاكته أقوى إبرة مهذبة
تحب قلب كل غرزة
مهذبة
مستقبل...
وحاضر...

المتوارى


فى المتوارى
بالبلطة يا حداد اضرب
فى المتوارى
واقطع همسه
أما النبأ المعلن
والشذر الهراب العارى
فسيضرب نفسه
بالبلطة
بالبلطة يا فنان اضرب
فى المتوارى


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب الصفح El Libro Del Perdón

بين (عاش الهلال مع الصليب) و (الشعب يريد إسقاط الرئيس) الراية القطرية 19-05-2011

المخرج