لا أم إلا التي كانت لي


. . .
منذ عام استحلت الأيام دمي و كنت غريبا في بلاد غريبة 
هاتفتني أمي فبكيت كطفل وهرولت إليها كناجٍ من بركان
فتحت حضنها الرطب و أعادتني للحياة
بكل ندوب روحي كنت أؤوب إليك فتدخليني إلى رونق عينيك وتلمسينني فأعود للحياة
و الآن تصرخ بي آلامي : من لك الآن؟
. . .
أمي أرضعتني قلبها
 لم تخف شيئا من فردوسها عني
علمتني كيف أٓرحم و أُرحم و أسند إلى وجودها أوجاعي وأمضي ؟
أمي أثقلتني بحبها ثم مضت
. . .
إذا ماتت أمك ستعرف كيف أن كفين صغيرين كانا يحملان العالم عنك

ظهري يؤلمني يا أم! 
. . .
عودي سيبقى شديد اللصوق بحضنك
. . .
يقول الشيخ أنك لا تسمعينني الآن
أنا لا أصدق يا أم و سأفعل كما أوصيتني 
سأظل أكلمك ليلا و أغمض عيني فأشتم حضنك
. . .
أأنا أدخلتك في قبرك؟
و كيف طاوعني جسدي الذي أحييته وانثني هكذا ليمر بك إلى اللحد؟ 
أية لعنة أوقفتني على قدمي بين الأحياء أتلقى عزاءك؟ 
أين أدفن ناري يا أم ؟
. . .
لمن أقول : أمي؟
من هي المرأة التي سترفع وجهي بين كفيها
وتقبلني فأصدق أني حي؟ 
من ستطعمني أقمارها فلا أجوع؟ 
و تدس المصحف في جيبي كيلا أضل؟ 
من ستؤنبني كلما آذيت نفسي ؟
من ستعرف و أنا بعيد جدا أني مريض فتشفيني بدعوتها؟ 
أشهد ألا أم إلا الأم
لا أم إلا أمي
. . .
لا يؤلمني كوني يتيما، 
لكني مرعوب كونك لست هنا
. . .
عندما كنت ولدا كنت كثيرا ما أختفي منك تذكرين؟
كان يكفي أن تعلقي حقيبة يدك على كتفك فأسرع من مخبأي باكيا:
- هل كنت ستمضين بدوني؟
. . .
علمتني كل ما أعرف و لم تخبريني كيف أمضي في حياةٍ


. . . 

 حتى الله قال لي :أنت الآن وحدك! 
بردان لفوني بشال أمي، 
ضال خذوني إلى ذراعيها
. . .
ها هي المطارات تتقاذفني، لست غاضباً
فقط الأرجوحة التي وضعت طفلك عليها اتسعت قليلاً،
هذا رائع يا أمي
. . .
بدأت رثاء ينتهي بمماتي
(و المستحيل إني أمسح دمعة والمستحيل اني أخبي لوعة مستحيل)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب الصفح El Libro Del Perdón

بين (عاش الهلال مع الصليب) و (الشعب يريد إسقاط الرئيس) الراية القطرية 19-05-2011

المخرج