بيت زينب
وبيت زينب رطِبٌ كعينيها، خبزها دافيء كقلبها، شايها متقَنٌ كأدعيتها الصباحية، حضنها شاسعٌ كأحلامي، تفهم ما لا يقوله فمي، تصرخ في وجهك أن تختفي وتلعن البطن التي أنجبتك و عيناها تضرعان إليك لتبقى . . . زينبُ تقرأُ غيبي وتعرف شياطيني بالاسم واحدًا واحدًا وتسأل الله لي النجاة جناح الرحمة عمود البيت نخلة العمر وعشب الواحة أنس الحلم وقسوة الصحو هل قلت أن زينب أمي؟ وأنها ماتت فرأيتني في سورة الكهف جدارًا يريد أن ينقض؟ كحائط مثقل أين أضع أحجاري وأرضي مشت؟ زينب التي لها معرفة بشفرة القلب ، أوصتني بنفسي ثم بسطت فراشي وهيأت ثيابي وصعدت إلى ربها باسمة . . . . أعرف أن كل ما قلته قاله كل واحد عن أمه، لكن رعشتي في الوحدة وكوابيسي الليلية ليست لأحدٍ غيري ! . . . - تصبحين على خير ! أعرف أنك نائمة وللمرة الأولى قبل أن أرجع إلى البيت، وربما حين أعود تستيقظين - أين كنت يا ولد؟ أوحشتني !